أنجمينا: (Tchadinfos)

منذ بداية الأحداث في السودان بتاريخ الـ15 من أبريل الماضي، نرى أن هنالك موجة إهتمام بالشأن السوداني على الصعيد التشاديبصفة عامة وكل هذا يتضح بأن هنالك ترابط إنساني قوي أساسه الترابط القبلي بين الدولتين وخاصة في المنطقة الحدودية الغربية للسودان والشرقية لجمهورية تشاد.

وعندما نعود للتاريخ القديم قليلاً، سنجد في العديد من المصادر بأن تشاد والسودان ترابٌ واحد قسمه الإستعمار إلى قطرين بحيث يسيطرالإنجليزي على قُطر والفرنسي على الآخر. وحتى بعد التقسيم الذي جاء به المستعمر، إتفقت تلك القبائل الحدودية على نفي المستعمروتدميره وهنالك من لا يعترف بتلك الحدود حتى الآن كقبائلالرّحل والزغاوة والفلاته وأولاد راشد وبني هلبةفـ اشتملت حياتهم على هذاالترحال بين الأراضي التشادية والسودانية منذ عهود غابرة، وحتى من ناحية اللغة والتقاليد فـ هنالك أوجه تشابه كبيره تجمع تلك القبائل الحدودية فضلاً عن التزاوج الكبير بينهم والذي عهده أجدادهم منذ قرون عديدة.

فالحدود السودانية التشادية، مثلها مثل حدود السودان مع بعض الدول الأخرى والكميات الهائلة من قبائل الـبني عامرفي الحدودالشرقية للسودان والتي تحدها مع دولة أثيوبيا، كما ذكر الكاتب السوداني الدكتورالطيب نقرفي مقال له عبر صحيفةسودانيل“. فقبيلةالبني عامرهي كغيرها من سائر القبائل التي تقطن شرق السودان، فالكل عدا أصحاب الحزازة يعتبرها جزء أصيل من هذا الوطن، ولهاأياد لا ينكرها إلا جاحد وساهمت في ازدهار الشرق بالعديد من الإسهامات التي يفوق عددها الإحصاء، وتدفق هذه القبيلة بأعداد كبيرةفي شتى ربوع السودان، يبرهن أنها قد عبرت حدود الوطن منذ بضعة قرون، فلو كانت هجراتها ضئيلة لما تركت هذه البصمة الواضحة، وتعدالبني عامرفي وجهة نظري القاصرة من بقايا السكان الأصليين لأنها جزء لا يتجزأ منقبائل البجةالتي لا تتجلى ضرورة للحديث عنأقدامها الراسخة في السودان.

وختاماً، أحببت أن أستشهد بمقولة قديمة ضللنا نسمعها منذ أن كنا صغاراً والتي توضح بأن هنالك شيئ ما يربط الدولتينالسكر في جنينة قاسي المشي، وأدرع مرأة راجل مابتنغشي“. أي من يريد السكر والذي يعتبر جزء أساسي من حياة المواطن التشادي، فإن السُكرفي مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور المتاخمة للحدود التشادية، ومن يريد الذهاب إليها فعليه المرور بمحافظةأدرعمنطقة المعبر الحدودي بين تشاد والسودان وتم وصفها بمرأة الرجل أي يصعب الحصول عليها، وكل ذلك يعني به الإجرائات الأمنية المعقدة عند المرور بتلك الحدودالتي تنشط ليها عمليات التهريب والنهب المسلح.

لنا عودة

من غرفة التحرير: محمد كبرو حسين