يشهد شهر رمضان المبارك ارتفاعاً في أسعار المحاصيل الغذائية من سنة لأخرى ،ويعود هذا التصاعد إلى عدة عوامل ، بما في ذلك زيادة الطلب على المواد الغذائية الأكثر استهلاكا خلال هذا الشهر .
حيث يتم تحضير وجبات إفطار وسحور يومياً للصائمين. كما أن العرض قد يتأثر أيضاً بسبب تغيرات في الإنتاج أو التوريد، مما يؤدي إلى زيادة الأسعار. ولكن يجب أن نلاحظ أن هذا الارتفاع في الأسعار ليس قاعدة ثابتة في جميع البلدان وقد يختلف من منطقة إلى أخرى .

من الصحيح أن بعض التجار قد يستغلون زيادة الطلب خلال شهر رمضان لزيادة الأرباح، وقد يؤدي ذلك في بعض الأحيان إلى ارتفاع الأسعار. هذا يعتبر ظاهرة شائعة في العديد من الأسواق. ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أن هناك أيضًا عوامل أخرى يمكن أن تؤثر في ارتفاع الأسعار خلال هذا الشهر، مثل زيادة تكاليف الإنتاج أو النقل. بالإضافة إلى ذلك، يوجد جهود من قِبَل الحكومات والجهات المعنية للحد من زيادة الأسعار وضمان توفر المواد الغذائية الأساسية بأسعار معقولة للمستهلكين خلال شهر رمضان .

نعم، زيادة التكاليف في الإنتاج أو النقل يمكن أن تؤثر في ارتفاع الأسعار خلال شهر رمضان. عندما يزيد تكلفة إنتاج المحاصيل الغذائية أو تكلفة نقلها من المزارع إلى الأسواق، فإن هذه التكاليف الإضافية يمكن أن تنعكس على الأسعار النهائية التي يدفعها المستهلكون .

على سبيل المثال: قد يزيد سعر الوقود الذي يستخدم في تشغيل المعدات الزراعية أو في نقل المحاصيل من مكان لآخر ،كما قد يؤدي ارتفاع أجور العمالة أو تكاليف المواد الخام إلى زيادة التكاليف في الإنتاج ،لكن عندما تزيد هذه التكاليف فإن التجار قد يضطرون لزيادة أسعارهم لتعويض هذه التكاليف الإضافية .

ومن الجدير بالذكر أن ارتفاع تكاليف النقل أو الشحن أيضًا يمكن أن يؤثر في ارتفاع الأسعار على سبيل المثال، إذا كان هناك زيادة في تكاليف الوقود أو قيود على حركة النقل، فقد يتم تحميل هذه التكاليف الإضافية على المستهلكين عند شراء المنتجات .

إجمالًا :فإن زيادة التكاليف في الإنتاج أو النقل يمكن أن تكون أحد العوامل التي تساهم في ارتفاع الأسعار من وقت لآخر .

ووفق متابعتنا للعديد من الدول تعمل الحكومات على اتخاذ إجراءات للحد من تضخم الأسعار خلال شهر رمضان المبارك منها :

1. رصد الأسعار: تقوم الحكومة بمراقبة الأسعار ورصد التغيرات فيها خلال شهر رمضان ،كما يتم تكوين فرق متخصصة لمراقبة الأسواق وتحليل البيانات المتعلقة بالأسعار والتغيرات فيها تسهيلا للمواطنين .

2. مكافحة الغش والاحتكار: تتخذ الحكومة إجراءات عدة لمكافحة الغش والاحتكار في الأسوق يتم من خلالها مراقبة الأنشطة التجارية ومكافحة أي ممارسات غير قانونية تؤدي إلى زيادة الأسعار بشكل غير مبرر مع محاسبة تجار الأزمات .

3. زيادة الإمدادات: تعمل الحكومة على زيادة الإمدادات من المنتجات الغذائية والسلع الأساسية خلال شهر رمضان وذلك باتخاذ إجراءات لتعزيز الإنتاج المحلي ، أو لاستيراد المزيد من المنتجات لتلبية الطلب الزائد تخفيفا لعبء المواطن .

4. التدخل الحكومي في الأسعار: في بعض الحالات تتدخل الحكومة في تحديد الأسعار لبعض المنتجات الأساسية خلال شهر رمضان عبر تحديد سقف للأسعار أو تقديم دعم مالي للتجار حفاظا على أسعار معقولة وفق طاقة أغلبية المستهلكين .

5. توعية المستهلكين: تعمل الحكومة على توعية المستهلكين بحقوقهم وواجباتهم وكيفية التعامل مع الأسعار المرتفعة مع تقديم نصائح وإرشادات للمستهلكين حول كيفية اختيار المنتجات والتفاوض على الأسعار في المحلات التجارية .

كما يمكن للحكومة اتخاذ عدة إجراءات لزيادة الإمدادات من المنتجات الغذائية والسلع الأساسية خلال شهر رمضان لسد احتياجات السكان منها :

1. تعزيز الإنتاج المحلي: ويتم ذلك عبر تشجيع الحكومة للمزارعين والمنتجين بسواعد الشباب المحليين بجانب توفير خبراء في المجال ودعمهم مع تعزيز”صندوق الهيئة الوطنية لترقية انعاش العمل Onapé”والهيئة الوطنية للأمن الغذائي ONASS”على زيادة إنتاجهم خلال مواسم هطول الأمطار ،وتعزيز الوديان الصيفية للزراعة مع تقديم مزايا وتسهيلات للمزارعين مثل الدعم المالي والتدريب المستمر في مجال التكنولوجيا الزراعية لزيادة الإنتاج المحلي تحقيقا الاكتفاء الذاتي .

2. توسيع المساحة الزراعية: يستحسن أن تقوم الحكومة بتخصيص المزيد من الأراضي للزراعة للشباب في كل ولاية منتجة وتشجيع المزارعين على استخدامها لزيادة الإنتاج الغذائي خلال مواسم هطول الأمطار وبعدها .

3. تعزيز الاستيراد: يمكن للحكومة أن تستورد المزيد من المنتجات الغذائية والسلع الأساسية للمزارعين بعدغية زيادة الإمدادات لتكون السلع الاستهلاكية بأسعار معقولة للمواطن .

4. توزيع التجارة العادلة: بحيث تتدخل الحكومة لتوزيع التجارة العادلة لتشجيع التجار على توفير المنتجات بأسعار مناسبة مع تجنب الاحتكار كفاحا للتلاعب بالأسعار من ولاية لأخرى .

5. تخزين السلع الاستراتيجية: تقوم الحكومة بتخزين السلع الاستراتيجية للحبوب الزراعية “كالغلال ،وماشابهها من الذرة الشامية ، والرفيعة ،الأرز ،السكر ،الزيت والدقيق بأنواعه لضمان توفيره خلال المواسم الأكثر استهلاكا لتجنب ارتفاع الأسعار .

6. التعاون الدولي: بحيث تتعاون الحكومة مع المنظمات الدولية والشركاء الآخرين لزيادة الإمدادات من المنتجات المستوردة .