أنجمينا: (Tchad infos)

عزيزتي ربما سمِعتِ قولهم عن الزواج ، فهل يوجد حول العالم مثل صالح شاب يحمل أرهف المشاعر وأنبلها ، صادق في عواطفه ويتحدث في العشرين من عمره بكل جرأة بأنه يود الزواج منك ، ويقضي حياته معك لتشدي عضده وتسيري به نحو سماء الأمل ، إلى جنة دنيوية، يتذوق فيها طعم الحياة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، بطيبها ولطفها وبهائها وجمالها. واليوم أجيبيني ياهلا عزيزتي هل كنت مخطئاً عندما تجرأت بالقول “سأتزوجك” وأنا لازلت في نهاية عقدي الثاني؟ آسف لا أقول لك عزيزتي بعد اليوم ، إنها مجرد فلتة لسان لأنني اليوم خال أبناؤك عذراً ، لم أقل لك أني أحبك أو مغرم بك تعرفين هذا جيداً كما أني عالم بمشاعرك الجياشة وأحاسيسك المرهفة آنذاك فلولا العفة والأدب والحياء لقلتِ لي أريد أن أبلعك ، نعم لكنا كتمنا المشاعر معاً ، ودارينا الفؤاد من أمواج الهوى ، وتركنا العنان للعقل والفكر فسلمنا من زنزازين الحب تحت الفقر ، حدثيني أنت من أكون فأنا لا أعرف حتى نفسي حينها ، هل إنه الطيش أم الغباء أم مجرد دعابة أو غزل مراهق ، نعم ولكل مراهق عالمه الذي لا يعترف بعالم آخر وشخصه الذي لايركن لأحد حتى لأبيه وفكره الذي لا يرضى بأن يناهضه فكر، والرجل الذي لا يوجد مثله على وجه الأرض. لكنني لا انتظر منك الرد لأنني أعرف لولا سخرية القدر لماهجرت البلد وشققت الصحاري وخاطرت بحياتي من أجلك!! كل شيء أتذكره اليوم عندما طلبت يدك من أبيك ، تحملت السب والشتم وحتى السخرية ، نعم نعم أبوك هو أخو أبي إنه عمي ، لكنني تعذبت في دربك ، وأخيراً فقدت الأمل فيك لعدم إمكانياتي وأمك التي كانت لا تدخر جهداً لتحريش عمي على وضع الهواجس والأشواك في طريقي. ها أنا ذا وصلت بعد كل هذه السنين ، زدت عشراً وفوق على العشرين ، شممت رائحة الكبر ولا زال الأمل ، لكن تفاجئت بأن أحدهم قد تكفل كافة نفقات البيت وأنت في رعيته وأم لأولاده. لكني لم أعد كما كنت وعلمت أن الزواج ليس بالأمر اليسير ، بسببه غبت وكبرت وضيعت نصفا من عمري ، كل ذلك من أجل أن أعيش سعيداً وأنجب أبناْء ، وأخيراً أقول لك محقة أنت أختي العزيزة أطلتِ الانتظار وأنا أطلت الهجران ، لكن أنا وزملائي ندرك جداً أنه لا يوجد شباب حول العالم كشبابنا يريد أن يستر نفسه ، ولكن قساوة الحياة وظروف العيش حالت دون ذلك ، سامحيني.

أغسطس/2021
عبدالله يونس ٱدم ساكن