(Tchadinfos) :أنجمينا

بعد 9 سنوات من إنتشارها العسكري، “فرنسا” وحلفاؤها يستعدون لمغادرة مالي بـ”مهمة قتالية” غير مكتملة، وبالإضافة إلى خلافات مع سلطات “باماكو” التي تتهم الفرنسيين بتقسيم البلاد وسط قلق الدول الأفريقية المجاورة من تصاعد أعمال العنف العابرة للحدود.

وأثناء كلمته رئيس الوزراء المالي “شوغيل كوكالا مايغا”، نحن لانخلط بين الشعب “الفرنسي” والقادة الذين لديهم أجندة أخرى ومشروعاتهم الخاصة التي لاعلاقة لها في الغالب بما يخبرون به الرأي العام، لم يُعلموا الرأي العام في بلدهم عندما تدخلوا في “عام 2013” أنهم سيقسمون مالي لخلق ملاذ للإرهابيين.

في ذات السياق، فإن وجود “فرنسا” في “مالي” قد بدأ في عام 2013 بنشر “5 آلاف جندي” في مدن صحراوية، وإطلاق عملية “برخان” في أنحاء الساحل الأفريقي بدعوى حماية “6 آلاف” فرنسي يعيشون في “مالي” وبطلب رسمي آنذاك من حكومة “باماكو” التي كانت تواجه تمرداً عسكرياً من “مليشيات الطوارق” وهجمات من جماعات مسلحة مثل تنظيمي “الدولة والقاعدة”، بينما يرى بعض القادة الماليون بأن أهداف الوجود “الفرنسي” لم تتحقق بعد إرتفاع وتيرة الهجمات المسلحة، وزيادة أعداد المنضمين إلى الجماعات المتمردة.

بينما وصف كثيرون “الوجود الفرنسي” بأنه إحتلال، وبعد إنقلاب أطاح بالحكومة المالية المدنية في أغسطس 2020 ودفع بعسكريين إلى إستلام السلطة، هذا ما أدى إلى إصطدام فرنسا بـ”المجلس العسكري” في مالي.

وفي كلمته الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” مبرراً الوجود الفرنسي في مالي، تدخلت “فرنسا” في “مالي” أولاً لمحاربة الإرهاب، ثانياً بطلب من دولة ذات سيادة وعدة دول في المنطقة، وهذا الثاني يتغير اليوم “لايمكن الإنتصار على الإرهاب” إذا لم يُروَّج له لماذا قررنا الرحيل اليوم؟، لأن المجلس العسكري في “مالي” لم يعد يضع “مكافحة الإرهاب” أولوية بعد الأن.

ماكرون يتهم المجلس العسكري الحاكم بالتعاقد مع مرتزقة من “مجموعة فاغنر” الروسية

فاغنر الروسية، التي يتهمها الإتحاد الأوروبي بإرتكاب إنتهاكات عديدة لـ”حقوق الإنسان”، ثم تصاعد الخلاف بعد طرد السفير الفرنسي في “باماكو” إعتراضاً على تصريح لـ”وزير الخارجية” الفرنسي الذي وصف المجلس العسكري بالـ”سلطة” منزوعة الشرعية، بعد وصف المجلس لـ”فرنسا” بالقوة الإستعمارية.

وجاء ذلك خلال كلمة لرئيس وزراء مالي “شوغيل كوكالا مايغا”، ألم يحرر الأمريكيون فرنسا؟، ألم يحرر الجيش الأحمر جزئاً من أوروبا؟، عندما قرر “الفرنسيون” أن الأمر لم يعد ضرورياً طلبوا من “الأمريكيين” المغادرة، هل بدأ الأمريكيون بشتم الفرنسيين؟.

فرنسا، بعد تدهور العلاقات بينها وبين سلطات مالي بالإضافة إلى اتهامها بتدريب الإرهابيين، أعلنت “فرنسا” وحلفاؤها في عملية”تاكوبا” الإنسحاب الرسمي من جميع أراضي دولة مالي، مع البقاء في منطقة الساحل وستتجه القوّات الفرنسية إلى قاعدة النيجر، كما توقعنا.

تقرير: محمد كبرو حسين