(Tchadinfos) :أنجمينا

قيمنا لاتسمح لنا بأن نتعايش مع الظلم والطغيان، من أشهر مقولاته التي اشتهر بها وسط رفاقه المناضلين.  “أصيل أحمد أغبش”، وُلد عام “1943” في قرية “الحميدية” التي تبعد 5 كيلومتر من محافظة “الجدعة” حاضرة إقليم البطحاء الذي يتوسط جمهورية تشاد.

من بين المناصب التي تقلدها المناضل الراحل “أصيل أحمد أغبش”، حيث قام بشغل منصب “مدير المستشفى العسكري بمدينة فايا لارجو”، ومن ثم انتقل ليشغل منصب “محافظ مدينة موندو”، بعد العديد من المناصب الإدارية.
ومن أهم تلك المناصب التي شغلها المناضل “أصيل أحمد أغبش” حيث قام بإستلام “وزارة الشؤون الخارجية’ لفترة من الزمن في أواخر السبعينات من القرن الماضي.

الأهم من ذلك، حياته العسكرية:
التحق بـ”جبهة فرولينا” (جبهة التحرير الوطني التشادي) في بداياتها ونبغ بين قادة فصائلها حيث تم تعيينه القائد العام لـ”جيش البركان” بـ”فرولينا”  وبعد الانقسامات التي حدثت في داخل الجبهة فترة السبعينات، قام “أصيل أحمد أغبش” بتأسيس فصيل “المجلس الديمقراطي الثوري” والذي يعرف بـ “سي دي إير”، واستطاع وقتها  على بناء علاقة تتسم بالاحترام والترابط الأخوي بين جميع مكونات المجتمع التشادي ككل، وقام بدور كبير وفعال في الوحدة المجتمعية بين سكان الجنوب والشمال التي تأثرت بثقافة المستعمر وتوجيهه، مما جعل سكان الجنوب يلتحمون مع قائد “المجلس الديمقراطي الثوري” ويتسمون إليه بالولاء بل غيروا أيضاً مازرعه المستعمر في عقولهم من أفكار عنصرية وتعصبات قبلية وإظهارحقيقة نوايا الإستعمار لإبادة الوجود العربي وإبعاد الثقافة الإسلامية في تشاد.

في الثامن والعشرون من رمضان  بتاريخ 19/7/1982 في مدينة “لاي” توفي “أصيل أحمد أغبش” في حادث طائرة مروحية حينها خيم على مدينة “لاي” حزن شديد وظلام دامس امتد هذا الحزن ليشمل ربوع تشاد كافة.
مما جعل كل قلب يحزن على رحيل هذا البطل الذى ترك ذكرى مناضل لايكل من أجل السلام والوحدة الوطنية.

وعلى صعيد آخر في حادثة وفاته، تقول بعض المصادر أن “أصيل أحمد أغبش” لقد أُغتيل بفعل فاعل وليس بـ”حادث مروحية” اتباعاً للرواية التي تسببت في مواساة أهله وأقاربه والمتعاطفين معه، بحسب تصريحات عبد الله السنوسي عام 2013 كان “أصيل أحمد” قد تفاوض مع الرئيس الراحل “حسين هبري” وهو العدو رقم 1 والشيء الذي لا يغتفر تمامًا أو حتى لا يطاق بالنسبة لـ الليبيين، لم يستطع القذافي وأقاربه قبول فكرة أن رئيس “المجلس الديمقراطي الثوري” قد سئم من السياسة الليبية واختار المصلحة الوطنية ومصلحة بلاده من خلال منح فرصة للسلام والمصالحة.  كان “أصيل أحمد” قد وثق في “حسين هبري” واختار أن يدير ظهره للقذافي، إن إدارة ظهرك للقذافي يعني أيضًا أن تدير ظهرك لقوكوني وكل من كانوا لا يزالون يخدمون ليبيا بمن فيهم من حوله.
مخاطرة كبيرة، فهل من المستغرب إذاً أنه تم اغتياله بعد أقل من شهرين؟

كان أصيل أحمد رجلاً كاملاً وشجاعًا محبوبًا من قبل عائلته ورجاله، وهو أيضًا رجل مستقيم ومليء بالمبادئ فإذا كان لابد من خوض الحرب فقد خاضها بكل شجاعة وعندما أراد بناء السلام فقد صنعه بكل صدق وإخلاص.


تقرير: محمد كبرو حسين