(Tchadinfos) :أنجمينا

الرجل الذي استلم العلم من فرنسا والذي جاء بالإستقلال إلى بلاده، “فرانسوا تمبلباي” جاء منقذاً ليخرج ببلاده إلى برّ الأمان.  11 أغسطس 1960 عندما خرج وقال كلمته: (أيها التشاديون، نحن الآن على عتبة الإستقلال وبعد دقائق سينال شعبنا حق تقرير مصيره وحق التعبير عن نفسه وحق الإنضمام إلى الأمم بالإضافة إلى المساواة في الكرامة، نحن فرحين وسعيدين بهذه المناسبة الفريدة فـ نحن تحولنا وقررنا بأن نكون شعباً لاينسى واجباته، واجبه الوطني المتمثل في العمل والإنضباط واجب الشرف واحترام التحالفات والصداقة.  سيبدءُ يومٌ جديد لاتنسى فيه “جمهورية تشاد” المستقلة بأنها كبيرةً وجميلةً ولا تنسى واجبها تجاه “فرنسا” وتجاه “الجنرال ديغول” الذي قرأ رسالته النبيلة السيد “أندريه ماليرو”.  أيها التشاديون، حانت لحظة فرحتنا وإنها الساعة الثانية عشر منتصف الليل جئت لأعلن لكم بأن تشاد حرة مستقلة) 11 أغسطس 1960، فرانسوا تمبلباي

-:عن حامل راية الإستقلال نتحدث


في نهايات عام 1970 يدبّر بضع من الشماليين انقلاباً على الرئيس انغرتا تمبلباي، فشلت العملية وتم إعتقال أحد القادة ” أحمد عبدالله”. أعلن الرئيس قطع علاقته مع “ليبيا” هناك حيث القذافي يدعم ثورة فرولينا. بعد ذلك بعام،
دخلت البلاد في أزمة مجاعة وسائت العلاقة بين تمبلباي وفرنسا إثر قطع علاقته  بإسرائيل، وإعادتها مع العقيد. 

عام 1972  الإقتصاد ينهار، والثورة  تزداد قوة  يوماً بعد يوم.  وتقطعت السبل بـ” تمبلباي”  . هنا في هذه اللحظة التي فقد السيطرة على الأمور؛ بمعنى فشل سياسياً، وكأيّ سياسيّ سعى لسدّ أخطائه بقضية توهم العامة.

الجدير بالذكر، ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ الراحل “فرانسوا تمبلباي” ﻫﻮ ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻓﺢ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ ﻭﺛﻘﺎﻓﻴﺎً، ﻭﻟﻪ ﻧﺰﻋﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻭﺣﻤﻴﺔ ﺗﺠﺎﻩ ﺑﻠﺪﻩ ﻭﺷﻌﺒﻪ، ﻭﻗﺎﻡ ﺑﺄﻋﻤﺎﻝ ﺑﻄﻮﻟﻴﺔ ﻭﺟﺮﻳﺌﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﻣﻤﺎ ﺃﺛﺮ فيه نفسياً ومادياً وصمد في تحديه حتى النهاية.

ﻭﻣﻤﺎ ﺃﻏﺎﻅ ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ فرانسوا ﺑﺸﺪﺓ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﺄﻝ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻴﻦ
ﻫﻞ ﺗﻮﺟﺪ ﻣﻌﺎﺩﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺘﺸﺎﺩﻳﺔ؟، ﺃﺟﺎﺏ قادة ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﺑﻜﻞ ﺣﻘﺪ ﻭﺣﺴﺪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺷﻲﺀ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺘﺸﺎﺩﻳﺔ.  ﻭﻋﻨﺪﻫﺎ أظهر ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ بغض وكراهية المستعمر ﻟﻠﺸﻌﺐ ﺍﻟﺘﺸﺎﺩﻱ، ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻦ شركتين ﺃﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻭﻫﻮﻟﻨﺪﻳﺔ بالقيام بعمليات كشف للأراضي من أجل أن يتمﺘﺤﺪﻳﺪ ﺃﻣﺎﻛﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻥ، ﻭﻓﻌﻼً ﺟﺎﺀ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ المدهش والذي يؤكد بأن تشاد تضم كميات هائلة من البترول ﻭﺍﻟﻴﻮﺭﺍﻧﻴﻮﻡ ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻥ، ﻭﺗﻢ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ﻭﺑﺸﺮ ﺎﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑﺄﻥ ﺃﺭﺍﺿﻴﻚ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﺩﻥ، ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ الإمكانيات اللازمة ﻻﺳﺘﺨﺮﺍﺟﻬﺎ وتدهور الحالة الأمنية والاقتصادية في البلاد، بالإضافة إلى إنتشار ظاهرة الإنقلابات العسكرية التي تأتي برﺋﻴﺲ ﺗﻠﻮ ﺍﻵﺧﺮ حتى ﺗﻢ ﺍﺳﺘﺨﺮﺍﺟﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺍﻟمشير الراحل “إدريس ديبي إتنو” قائد ثورة الإنقاذ.

ﻭﻫﻨﺎلك ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺃﺧﺮﻯ ﻛﺜﻴﺮﺓ أيضا ﻻﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﻣﻊ
ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ، ﻭﺍﺗﺨﺬ ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﺩﺭﺏ ﻛﻔﺎﺣﻪ ﻭﻣﻘﺎﻭﻣﺘﻪ ﺑﺨﻄﻮات عديدة. منها، ﻗﺎﻡ بتغيير ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﻴﺎﺩﻳﻦ ﻭﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﺘﻲ
ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻤﻴﺖ ﺑﺄﺳﻤﺎﺀ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ عسكرية فرنسية ﺇﻟﻰ
ﺃﺳﻤﺎﺀ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﻓﻮرﻻﻣﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﺠﻤﻴﻨﺎ، ﻭﻓﻮﺭﺷﻤﺒﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺳﺎﺭ ﻭﻓﺎﻳﺎ ﻭﺑﻨﻴﻮﻱ.

-:شهادات ممن عاهدوه من المسلمين


ﻛﺎﻥ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﺤﺐ ﺑﺎﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻳﺤﺘﺮﻣﻬﻢ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺸﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﺍﺳﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺷﺨﺼﻴﺎ ﻋﻨﺪ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻌﻴﺪﻳﻦ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺘﻄﺮﻓﻴﻦ ﻳﻌﺘﺪﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﺇﺧﻮﺍﻧﻨﺎ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﻴﻦ ﺗﺤﺮﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪﻡ ﻃﻠﺐ ﻻﻧﻀﻤﺎﻡ ﺗﺸﺎﺩ ﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ، ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻧﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﻠﻢ ﻟﻜﻦ ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ ﺷﻌﺐ ﺗﺸﺎﺩ ﻣﺴﻠﻤﻮﻥ، ﻭﺃﻳﻀﺎً ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺁﻝ ﺳﻌﻮﺩ ﺑﻨﺎﺀ ﻣﺠﻤﻊ ﺇﺳﻼﻣﻲ
ﻓﻲ ﺍﻧﺠﻤﻴﻨﺎ، ﻭﺍﺳﺘﺠﺎﺏ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻃﻠﺒﻪ ﻭﻗﺎﻡ ببناء ﻣﺴﺠﺪ ومدرسة ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻓﻴﺼﻞ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻋﺪﺍﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻮﻯ ﺍﻟﻤﻠك ﻓﻴﺼﻞ بتسجيل ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺗﺸﺎﺩ، ﻓﺮﺽ ﺣﺘﻰ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﻠﺒﺲ جلباب ﺛﻮﺏ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﺣﺘﺮﺍﻣﺎً ﻭﺗﻘﺪﻳﺮﺍً ﻟﻠﻤﻠﻚ ﻭﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ.

ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﺗﻤﺒﻠﺒﺎﻱ ﻟﻪ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﻭﻃﻨﻴﺔ وانسانية عديدة ﻭﻟﺘﻠﻚ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍقف الجريئة، ﺩﺑﺮ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﻛﻴﺪﻩ للتخلص ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻷﻧﻪ كان ﻋﺎﺋﻘﺎً وسداً منيع ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ أﻏﺮﺍﺿﻪ وتنفيذ ﻣﺨﻄﻄﺎﺗﻪ، ﻭﺣﺮﺽ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﻘﺮﺑﻴﻦ ﻣﻨﻪ ﺑﺎﻏﺘﻴﺎﻟﻪ ﺧﻨﻘﺎ ﻫﻮ ﻋﺒﺪﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻛﻤﻮﻛﻲ، ﻭﺍﻧﺘﻬت قصة بطل في عام 1975 ووضع الشعب النقاط على الحروف وكان بداية لقصة كفاح دامت طويلاً وجاء ورائه الكثير من أجل أن يرمموا الطرق للأجيال القادمة ومازال الكفاح مستمر.

تقرير: محمد كبرو حسين