أنجمينا: (Tchad infos)

إن المعلم إذا لم يكن جباناً بإمكانه أن يغير حياة أمة برمتها ، لأنه معد الأجيال ومؤسس النهضة والتنمية ، فأطفال اليوم هم مستقبل الغد الذي نحلم به ولا يتأتى المستقبل المنشود إلا بصلاح شخصية المعلم ، وفي هذا الأخير تكمن الأسئلة هل بالفعل المعلم التشادي يخلص في أداء واجبه ويصلح مجتمعه؟ تحدثنا سلفاً عن المدير والفساد الدائر في أروقة المدرسة والإدارة التعليمية ولمن ذات الصلة بهم ولا يخرج من هذا الإطار بعض من المعلمين الذين استحوذت عليهم هوى النفس وتغليب المصالح الخاصة على العامة على حساب الجيل الذي ينتظر ويحلم بغد أفضل.. يتحدث مدير جديد في المدرسة بأن مؤسسته لديها ثلاثون موظفاً حكومياً لكن في الواقع لا يتجاوز عددهم 10 معلماً ومعلمة في الميدان ، وهناك مؤسسة حكومية وللأسف من سوء الإدارة ، عدد معلمي اللغة العربية وحدهم فقط ما يقارب الثلاثون بينما الميدان يقول عكس ذلك تماماً ، فأين يذهب هؤلاء جميعا؟نعم إنها مشكلة التخلف والتأخر والغياب المتعمد للعاملين في هذا الحقل وهذا يبين تماماً في الآونة الأخيرة أن كثيرا من المعلمين لا يداومون فلولا البطالة التي خلقت أرضية خصبة للمديرين لاستقطاب العاطلين محل الموظفين الرسميين لتجلت الحقيقة مبكراً وفشل جيلنا فشلاً ذريعاً لدرجة يرثى لها ، ولكن هل بقي من رثائه شيئاً.؟
والعار حتى اللحظة تعتمد المؤسسات الحكومية على المتطوعين في الوقت الذي يتمتع فيه الموظفون الحقيقيون برواتبهم ويجوبون زقوق المدينة وشوارعها والأسواق والسفريات ، ويأتيك أحدهم يتحدث بكل جرأة واعتزاز أنه حامل شهادة ما بعد الثانوية بعام من إحدى معاهد إعداد المعلمين لكن لم يمسك طبشيرة بيده ولا مرة ، ويبرر موقفه بأن كل شيء في تشاد وارد.
هذا وناهيك عن مجموعة تتفق مع معلمين متطوعين للعمل بدلهم مقابل راتب شهري الأمر الذي يحدث بنسبة 90% بولايات البلاد ولم تسلم العاصمة أنجمينا من ذلك أيضا.
وفيما يتعلق بالإصلاح فإننا لا ننكر الجميل فلولا المعلم لما أنجب طبيباً أو قاضياً أو مهندساً أو سياسياً ، فالمعلم له دوره في المجتمع من شأنه إحداث التغيير بنشر القيم الإنسانية السمحاء والمبادئ السامية والأخلاق الفاضلة ، ويحدث أحياناً ما هو مخل بالأخلاق من قبل بعض المعلمين وهي كشف أسئلة الامتحان ، إفشاء أسرار الإدارة والمعلمين ، إعطاء درجات لمن لا يستحقونها تزوير الشهادات والبطاقات المدرسية ، تعاطي الرشوة بمقابل درجات أو استخراج شهادات صفية ، عمل علاقات حب وغرام مع التلاميذ وغيرها ، وهذا يذكرنا بقول الشاعر “وإذا أصيب القوم في أخلاقهم فأقم عليه مأتماً وعويلا.”
فلأي عمل قوانين ونظم وضوابط وضعت لتحقق النظام داخل قطاع العمل وبخصوص الموظفين الرسميين في الدولة فالمعلم له واجبات وحقوق يجب أن يعرفها الجميع فالمعلم يجب أن يطلع على القوانين المسيرة للتعليم ليعرف كم عدد الساعات المقررة له خلال الشهر والسنة ، وحسب الشهادات والمراتب العلمية ، فليس من الإنصاف أن يقضي صاحب الأربعين ساعة في الشهر ربعه فقط وينسحب ، حيث يعد ذلك ظلماً للتلاميذ ، ونقول إن هذه المهنة خطيرة وسلاح ذو حدين فإذا اختارها المصلحون أصلحوا وإذا انبرى عليها المفسدون أفسدوا لأنها عملية مرتبطة بشخصية الإنسان الذي يولد بصفحة بيضاء ، نود لمن اختاروا هذه المهنة أداء الواجب بصورة مطلوبة وإلا فإن جيلنا مهدد بالفشل.

أغسطس/2021
عبدالله يونس أدم ساكن