(Tchadinfos) :أنجمينا

هل نحن شعب صالح للديمقراطية؟

تساؤل قد يستهجنه البعض وقد يستنكره آخرون وقد يؤيده ذوي نظرة مغايرة يرون أننا شعب لم نرتقي فكريا بعد أن نمارس الديمقراطية أو نتبناها كمنهاج للطريقة التي نختار فيها حكامنا .

الديمقراطية تحتاج منا أولاً أن نكون مقتنعين تماماً وراضين بملئ إرادتنا أن نتنازل عما هو لنا لأجل الوطن، وبمعنى أدق :- “ترك الأنا لأجل الوطن”، بل يفترض أن يمتد الفكر لأبعد من ذلك وصولاً إلى اختفاء ” الآخر ” واعتبار ” الآخر هو أنا والأنا يجب أن تعني جميع المواطنين داخل الدولة ” حيث تنتهي الجهوية والقبلية – ولا أعني هنا القبيلة كمكون اجتماعي بل ما أعنيه هو استغلال القبيلة كمركب اجتماعي لأجل أغراض سياسية وإقحامها في جميع المعادلات والسياسات.
نحن شعب قبلي حتى النخاع، جهويون لأبعد الحدود، نرسل رسائل شكر عبر الراديو لولي الأمر شاكرين إياه على ترقيته لاحدى أبناء قبيلتنا إلى رتبة جنرال أو تعيينه وزيراً “وكأن الرتبة أو المنصب وُهبت للقبيلة وليس لأجل خدمة الوطن”.
نحن شعب يترأس المثقف منه اجتماعات قبيلته الشهرية وينظمون قوائمها ويتعهدون بخدمة القبيلة في أول فرصة تتاح من الدولة.

نحن شعب غائب عن الوعي تماما يمكن خداعه بسهولة وتتحكم فينا عصبيتنا العرقية والإثنية وكأن لسان حال معظمنا يقول: ((تحترق تشاد وتبقى قبيلتي)).
أقولها وبكل صراحة : نحن شعب لا نصلح للديمقراطية فالديمقراطية ليست لعبة متاحة للقبائل والإثنيات.

…. ودمتم بود

حسين الداسوقي –