في ظل الجولة التي قام بها وفد اللجنة الوطنية للحوار لكلٍ من المملكة العربية السعودية والسودان هاتان الدولتان بإعتبارهما من أكثر الدول التي يتواجد فيها زخم كبير من التشاديين وعلى هذا المنوال قامت اللجنة الفنية برئاسة الوزير السابق “أحمد جدة محمد البشير” المقرر الثالث لـ”لجنة تنظيم الحوار الوطني الشامل” بلقاء التشاديين هناك والتعرف على الصعوبات التي تعتريهم عن قرب.

وفي الإطار ذاته، قد نظم فريق التحرير بـ”تشاد إنفو” إجراء مقابلة مع رئيس اللجنة إلى الرياض والخرطوم السيد: أحمد جدا محمد البشير.

تشاد إنفو: معالي الوزير قمتم بجولة في إطار الحوار الوطني الشامل برئساتكم وهذان الدولتان المملكة العربية السعودية وجمهورية السودان تعتبرا من أكثر الدول الحاضنة للجاليات التشادية كيف كان لقائكم مع الجاليات هناك؟

أحمد جدة: اولا اتقدم بالشكر لـ”تشاد إنفو” على جهودها المتواصلة لإعلام الرأي العام الوطني والدولي بمجريات الأحداث الوطنية، ونتمنى لفريق تشاد إنفو ومتابعيها عاماً سعيداً ومفعماً الطمئنينة والرخاء ونتمنى أيضاً أن يكون هذا العام عام مصالحة وطنية حقيقية، قمنا ببعثة تشاورية مع الجاليات التشادية وهذا نابع من سياسة الدولة سعياً على مشاركة جميع الأطياف وهذه اللجنة قامت بعمل جليل واستقطبت افضل الخبراء من مختلف مشاربهم لإعداد وتنفيذ النصوص التي يكون علي إثرها الحوار قامت هذه البعثات لتكملت المحاور الخمس الأساسية بهدف إثراء دعائم هذا العمل وايضاً تم تحديد عشر بعثات وتم تجميع وتحديد هذه البعثات وانا لي الشرف ان أراس بعثة المملكة العربية السعودية السودان زيارتنا لهذه الجاليات ألقت في نفوسهم الكثير التشاديين في السودان قرابة خمس مليون تشادي هذه جالية كبيرة حداً وكذلك التقينا مع جميع المكونات هناك بما فيها الطلاب وحزاب بعض المعارضة واطفو نكهة اضافية للمحاور التي قدمت إليهم ، وكذلك الجالية في المملكة العربية السعودية واستنتجنا خلاصة اهتمامات التشاديين وستتم مناقشته في المؤتمر المزمع عقده في قادم الأيام.

تشاد إنفو: هناك إهمال كبير من الجهات المعنية مما جعل المواطن التشادي في السعودية متهض؟

السيد أحمد جدة: المواطنون في السودان لا يواجهون صعوبات بقدر ما يواجهونه في المملكة العربية السعودية من مشاكل الإقامات وغير من العوائق التي تعتريهم، لكن السودان بسبب التقارب الجغرافي وانصهار المكونات القبلية وإمتزاجهما جعل ذلك ان المواطن لا يواجه صعوبة وقبوله في المجتمع بسهولة لكن في المملكة رغم الصعوبات الا أن الجاليات علمت ابنائها احسن تعليم وصمدت امام التحديات الجمة التي ارهقت كاهلهم.

تشاد إنفو: الشباب في الجالية بالمملكة العربية السعودية لديهم مواهب كيف لنا أن نستغل هذه المواهب في الوطن بدل أن تطمر هذه المواهب؟

السيد أحمد جدة: انا شخصياً عندما جئت المملكة كانت هناك في ذهني صورة بأن الجالية هناك جالية بسيطة ذهبت إلى هناك من اجل كسب لقمة العيش، لكن سرعان ما وصلنا الي المملكة انبهرت وتغيرت الصورة النمطية التي اسلفت في ذكرها كلياً ووجدت ان الجالية فعالة في الحياة الإجتماعية في مختلف الميادين وان الشباب هناك موهوب بمواهب كثيرة وشباب بارع في مختلف التخصصات، وان هذه الجاليات اذا تم فسح المجال لها ستشارك وبقوة في التنمية الإقتصادية للبلاد وارفقنا ذلك ضمن التوصيات التي تم تقديمها إلى الجهات المختصة، بالمختصر: هذه الجالية اعدت لتشاد كوادر شابة مجانية.

تشاد إنفو: قمتم بتوعية الجاليات بأهمية المشاركة في الحوار وأهمية بناء الوطن، كما ان تشاد بعد سقوط مشير تشاد كادت تنزلق نحو الهاوية كيف كانت قابلية قابلية الجالية هناك؟

السيد أحمد جدة: هم متعطشون للحوار وهم ما كانو منتظرين من اللجنة هذه اللفة ويرغبون بإيفاد ممثلاً لهم في الحوار ، انا شخصياً عشت من عمري الكثير في الخارج الإنسان عندما يكون في الخارج ينهض فيه حب الوطن والقابلية لبنائه لذا اعرف هذا الشعور جيداً وما لمسناه من الجاليات هناك كان متوقعاً بحكم التجربة

تشاد إنفو: ماهي الضمانات التي قدمتها اللجنة المكلفة بتنظيم الحوار للمعارضين السياسين-العسكريين على حد سواء ومعلوم ان الكثير لديه سوابق مما يجعل الكثيرين التحفظ عن المشاركة؟

السيد أحمد جدة: المجلس العسكري الإنتقالي برئاسة الفريق “محمد إدريس ديبي” قدم وعوداً للمعارضة في الخارج إبان تشكيل المجلس العسكري الإنتقالي، ونظراً لخاصية المعارضة المسلحة تم تشكيل لجنة داخل لجنة الحوار برئاسة الرئيس التشادي الأسبق “قوكوني وداي”، هذه اللجنة منوط بها الحوار مع المعارضة المسلحة وقامت اللجنة بالإتصال مع كثير من المعارضات وتوقيع اتفاقية مبدئية وحدد لها ان تكون في دولة قطر وبعض المعارضات تعثر الإتصال معها نظراً لضيق الوقت والظروف الأمنية المحيطة ولكن تم الإتصال بها للمشاركة في الحوار المبدئى للحركات المسلحة وذلك للإتفاق معها بالمشاركة في الحوار الوطني المقرر عقده في 15 من فبراير المقبل في العاصمة أنجمينا وهذا يعتبر قفزة نوعية حققتها هذه اللجنة وهنالك دول تعثر عليها الإستقرار مثل السودان ومالي، وبفضل العزيمة والإرادة السياسية وان رئيس المجلس العسكري وعد بأن تكون شفافية الحوار من صميم اولويات القيادة في البلاد، وان المؤشرات تدل على شفاية تامة ونزع فتيل الأزمات القبلية وسنعبر.