بمناسبة أسبوع اللغة العربية واليوم العالمي لـ”اللغة العربية”، قام فريق التحرير الخاص بـ”تشاد إنفو” بإجراء مقابلة مع الدكتور “حسب الله مهدي فضله” رئيس إتحاد مؤسسات دعم اللغة العربية، وذلك للتحدث عن التحدي الذي يعتري مثقفي اللغتين من أجل الثنائية الحقيقية في تشاد وأن الثنائية اللغوية أصبحت مقوما من مقومات قوة الدولة الحديثة،

تشاد إنفو: اللغة العربية هي اللغة الرسمية في تشاد لماذا لا توجد مراكز لتعليم اللغة العربية ؟

:حسب الله مهدي فضله
اللغة العربية هي لغة المواطن التشادي قبل كل شيء، والجهود التي بذلت فيها هي جهود فردية ومساهمات شخصية، واللغة العربية تختلف وضعيتها عن اللغة الفرنسية واللغات الأخرى التي تجد الدعم من جهات مختلفة، وبالتالي لم تكن هناك مراكز خاصة لتعليم اللغة العربية بالطريقة المتبعة لدى المعنيين باللغات الأخرى، ولذلك فإن الطريقة الشائعة لتعليم اللغة العربية هي إقامة الدروس المسائية لتعليم الكبار غير الناطقين بالعربية، بالإضافة إلى المدارس والمؤسسات الأكاديمية التي تسير بالعربية من الابتدائية حتى الجامعة .. ومراكز محو الأمية منتشرة الآن في كثير من المناطق لكنها بجهود ذاتية محدودة.
نحن في الاتحاد أضفنا طريقة أخرى أيضا من خلال الدورات التدريبية التي تكون لفترة معينة مثلا حوالي ٣ أشهر ولفئة محددة من فئات المجتمع، على سبيل المثال اقمنا دورات شارك فيها بعض منسوبي الهيئة الوطنية للإذاعة والتليفزيون والمجلس الاقتصادي .والاجتماعي والثقافي وغير ذلك

تشاد إنفو: هل لديكم برنامج لتأسيس مراكز لتعليم اللغة العربية كباقي مراكز تعليم اللغات لغير الناطقين بها ؟

نعم لدينا برنامج قادم لإنشاء مثل هذه المراكز سواء في المركز الرئيسي للإتحاد في العاصمة أو عبر فروعه في الأقاليم، والاتحاد العام لديه فروع في الأقاليم وكل فرع وضع في برنامجه إنشاء مراكز لتعليم اللغة العربية في الأقاليم، وفي هذا الصدد تم تنفيذ العديد من الدورات التدريبية، والدروس الخاصة بتعليم اللغة لغير الناطقين بها، ولدينا تصور بإنشاء معهد لتعليم اللغات والترجمة وكل هذه المشاريع السالفة الذكر في برنامجنا ونسعى لتطبيقها حسب الإمكانات المتاحة.

تشاد إنفو: كيف تلقيتم رسالة رئيس المجلس العسكري الإنتقالي التي كانت في عجالة ومقتضبة ؟

:دكتور حسب الله مهدي فضله
لاشك أن هذه التهنئه هي لفتة تضامنية، ونعتبرها نوعا من التأكيد على الإلتزام الكامل لقيادة البلاد تجاه تطبيق الثنائية اللغوية، ونحن نشيد بما قدمه رئيس المجلس العسكري الإنتقالي من تهنئة
لكننا في الوقت نفسه نطالب الجهات الرسمية بأتخاذ خطوات عملية ملموسة في سبيل تطبيق الثنائية اللغوية.

تشاد إنفو: هنالك تحديات تعتري مثقفي اللغة العربية ما هو البرنامج الذي وضعه الإتحاد بشأن هذه التحديات؟

:دكتور حسب الله مهدي فضله
نحن نطالب بالمساوة الكاملة بين الدراسين باللغة العربية والدارسين باللغة الفرنسية، سواء في تولي المناصب القيادية في الدولة، وكذلك إصدار الوثائق الرسمية باللغتين، ولهذا نحن ندعو ونسعى لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وكذلك تعليم الفرنسية للناطقين بالعربية، حتى تزول الفجوة القائمة بين الجانبين.
كما نسعى لإزالة الفجوة التي تفصل بين المواطنين والمسؤولين الذين يصرون على استخدام الفرنسية وحدها في الجوانب الإدارية والخدمات التي تهم المواطنين.
ومن الغريب أن بعض المسؤولين يهمشون العربية في مجال تقديم الخدمات للمواطنين، لكنهم يلجؤون إلى العربية في أيام الحملات الإنتخابية، حيث تصبح اللغة العربية حاضرة بقوة عند كل المرشحين المتنافسين لأنهم يدركون أن كثيرا من رسائل التوعية في الأقاليم يجب أن تكون باللغة العربيه ولو كانت بالفرنسية وحدها لاتصل رسالته بالشكل المطلوب .

تشاد إنفو: لماذا الثنائية اللغوية لانراها في الدولة ولا حتى في الإدارات العامة مع أن الأمانة العامة للحكومة مكلفة بتطبيق الثنائية اللغوية في تشاد ?

:دكتور حسب الله مهدي فضله
يجب أن نفرق بين شيئين هل المواطن هو ثنائي اللغة؟ ام الدولة هي ثنائية اللغة؟ لذا يجب على الحكومة أن تحل قضية الثنائية اللغوية ويجب أن تكون في اي إدارة سكرتارية خاصة للترجمة على الأقل إذا كان من الصعب أن يكون كل الموظفين من حاملي اللغتين، والأمانة العامة للحكومة مكلفة بتطبيق الثنائية اللغوية لكن لم نر تطبق ثنائية فعلية في أرض الواقع، ويجب أن نطالب بهذه الأشياء. نحن نطالب الحكومة بأن تكون كل الوثائق مترجمة وأن يتم تعيين مثقفي العربية في مواقع المسؤولية بنفس المستوى مع إخوانهم الدارسين بالفرنسية دون تمييز.

تشاد إنفو: ماهي الكلمة التي تريد قولها بشأن اللغة العربية؟

:دكتور حسب الله مهدي فضله
اللغة العربية هي رمز الهوية الوطنية وتاريخ تشاد في عصورها الذهبية لمملكة كانم ومملكة باقرمي ومملكة وداي كله مكتوب باللغة العربية، لذلك فإن معرفة اللغة العربية أمر ضروري جدا لمعرفة تاريخنا المجيد وبالتالي يؤدي إلى تعزيز الروح الوطنية .
ومن خلال ذلك ننطلق لبناء الحاضر والمستقبل إن شاء الله.
ولهذا أدعوا الجميع للتكاتف والتعاون في هذه القضية.