أنجمينا: (Tchadinfos)

ان التجربة الحالية للمريض التشادي لا ترضي حلقة المسؤولية المكونة من المريض والفريق الطبي المعالج والمسؤولين عن قطاع الصحة وقيادة الدولة. هذا الانزعاج لكل الدوائر سببه الالتباس والخلط الظاهر في نطاق المسؤولية الفردية لأفراد القطاع الصحي، بمعنى ان الأدوارالمنوطة بكل فرد في القطاع الصحي تم تشويهها او تغييرها بشكل متعمد او غير متعمد وأصبح كل شخص في حيرة من أمره دون مرجعية.

إقرأ أيضاً: ان مايحدث في “نظامنا الصحي” الان، لهو اللهو بأرواح الناس، الدكتور محمد يوسف برقو

إن النظام الصحي الحالي الذي ورثناه من المستعمر ولم نبدل فيه قيد انملة لهو من أهم اسباب هذا التشويش، هذا النظام وضع حين كانتفورت لامي بلدة صغيرة يستخدمها المستعمر لمنافعه الشخصية وللاستجمام وليس داراً للاستقرار، عدد سكان المدينة لم يتجاوز عشراتالآلاف ثم دارت الأزمان وتضاعفت اعداد السكان ولكن النظام الصحي لازال يعيش ستينات القرن الماضي، هذه الفجوة التنظيمية نرى انهناك من يدافع عنها بقده وقديده جهلا وتعاليا.

ان من أوضح مظاهر التشويش الذي ينخر في النظام الصحي هو انعدام الوصف الوظيفي للعاملين في قطاع الصحة. ولا أعني هناالوصف الوظيفي للمسؤولين الحكوميين والذي لا يُلتزم ببنوده رغم ضعفه وافتقاره المهني والشواهد على ذلك عديدة، وإنما أعني الموظفينالمرتبطين بعلاج المرضى ومتابعتهم بصفة مباشرة، من إبتداءً من الأطباء والممرضين والصيادلة وانتهاءً بفنيي الصحة وموظفي الاستقبال وسائقي الإسعاف وعمال النظافة ومعاونوا المرضى وغيرهم ممن يرتبط مباشرة بالمرضى ومرتادي المؤسسات الصحية. ونتيجة هذه الفوضى هي ما نراه حالياً، حيث يقوم الممرض بدور الطبيب وعامل النظافة بدور الممرض والطبيب بدور الحرس وهلم جرا، وينتج عن هذا فشل كل الأطراف في تقديم دورها المطلوب منها والمحصلة النهائية هي فشل المنظومة الصحية واختلال الثقة بين المواطنين والفريق الطبي وضياعمقدرات الدولة.

حل هذه المعضلة يحتاج لمؤسسة متخصصة، ذات خبرات محددة في تحديد أدوار كل فرد والنظر في خلفيات مجتمعنا التشادي وآماله وامنياته والأخذ بالحسبان كل هذه الظروف قبل الشروع في تدوين هذه الوثيقة الجدير بالملاحظة ان اسلوب القص واللصق من الوثائق الأجنبية المشابهه ليس حلاً، ذلك لأن المجتمعات تختلف في قيمها وامنياتها وما تؤمن به من أولويات وقناعات، ومحاولة إجبار المجتمع لتبنيوثيقة فرنسية او اجنبية مهما كان مصدرها دائمآ ما يمنى بالفشل الذريع.

غرفة التحرير: محمد كبرو حسين