منذ الصباح اليوم الأحد 13 مارس 2022 دخل أطراف الحوار بجميع أطرافه العسكريين-السياسين واللجنة المكلفة بالحوار “كودني” إلى مفاوضات السلام التشاديَّة التي تجمع ممثلين عن المجلس العسكري الانتقالي والحركات المسلحة في تشاد بهدف الترتيب للحوار المسبق بين الحركات المسلحة والمجلس العسكري الإنتقالي الذي تتمد عنه مخرجات بموجبها يتم الترتيب لحوار شامل داخل الاراضي الوطنية بمشاركة كافة القوى الحية بالبلاد.

فى كلمته رئيس الحكومة الانتقالية السيد “باهيمي بداكي البيرت” دعى الاطراف المسلحة الى نزع فتيل الصراع بين التشادين ودعى الجميع لوضع مصلحة البلاد قبل كل شيئ والحفاظ على المكتسبات التي تذخر بها البلاد أهمها الامن والاستقرار، ودعى أيضاً الى حوار تدرس فيه كافة المعضلات التي تقف حجر عثرة امام طريق المفاوضات.

يتمخض عن مخرجات مفاوضات السلام بالدوحة حوار شامل يضم كل الاطراف المتنازعة واسكات صوت السلاح.

وفى وقتٍ سابق عقدت وزارةُ الخارجية القطرية اجتماعاً تنسيقياً الأربعاء الماضي، مع عددٍ من السفراء المُعتمدين لدى الدوحة حول استضافة الدوحة لمفاوضات الأحد وترأس هذا الاجتماع، وفق بيان للوزارة، المبعوث الخاص لوزير الخارجية لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية المنازعات “مطلق بن ماجد القحطاني”، بحضور عدد من مديري الإدارات بوزارة الخارجية والمنظمات الدوليَّة، أكدالقحطاني خلال الاجتماع، حرص الدوحة على تحقيق السلام والاستقرار في تشاد وبذل مساعيها الحميدة في هذا الصدد.

وعبّر عن تطلع قطر لاستضافة المفاوضات بين الأطراف التشادية، بمشاركة عددٍ من الدول والمنظمات التي أكدت خلال الاجتماع دعمها جهود الدوحة الهادفة لتحقيق السلام والاستقرار في تشاد. وتعكسُ الاستضافة القطرية لهذه المباحثات حرصَ الدوحة على مواصلة دورها كلاعب نشط وفعال لإرساء الأمن والسلم الدوليين انطلاقاً من قيم ومبادئ عربية أصيلة ورؤية وطنية وسياسة خارجية ركيزتها التعاون والوساطة لحل النزاعات بالطرق السلمية عبر الحوار والتفاوض لخير الشعوب كافة.

*المشهد التشادي*

فى 20 أبريل الماضي، أعلن الجيش التشادي مقتل الرئيس إدريس ديبي ويبلغ من العمر(68 عاما)، متأثراً بجراح أصيب بها خلال تفقد قواته في الشمال، حيث يشن المتمردون هجوماً لإسقاط نظامه الحاكم منذ 1990.

وتوفي ديبي بعد ساعات من إعلان فوزه رسميا بولاية سادسة في انتخابات رئاسية أجريت في 11 أبريل الماضي. وعقب وفاته، تم تشكيل مجلس عسكري انتقالي برئاسة نجله محمد والذي يبلغ من العمر (37 عاما) لقيادة البلاد مدة 18 شهراً يعقبها إجراء انتخابات، وإلى جانب إنشائه وزارة للمصالحة الوطنية عين محمد ديبي مستشاراً للمصالحة والحوار برئاسة الجمهورية، وأطلق دعوة لجميع الأطراف السياسية بما فيها الحركات المسلحة والجماعات المتمردة للمشاركة في الحوار الوطني.وفي يناير 2022 أعلن محمد ديبي في خطاب إلى شعبه، أن “الحوار الوطني الشامل” سينطلق في 15 فبراير الجاري بهدف تحقيق المصالحة في البلاد وتمهيد الطريق أمام إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية.

*الدوحة والمفاوضات التشادية*

وكان وزير الشؤون الخارجية والتكامل الإفريقي والتشاديين بالخارج شريف محمد زين، زار الدوحة في يناير الماضي والتقى نظيره القطري الشيخ “محمد بن عبد الرحمن آل ثاني” وبحسب بيان للخارجية القطرية حينها، ناقش الوزيران جهود تنظيم الاجتماع بين ممثلي المجلس العسكري الانتقالي في تشاد والحركات المسلحة التشادية، إلى جانب مستجدات جهود الوساطة والمصالحة المتعلقة بالحوار الوطني الشامل وتحقيق المصالحة الوطنية.

وجاء الاجتماع بين الوزيرين بعد يوم من تصريحات أدلى بها رئيس المجلس العسكري الإنتقالي في تشاد “محمد إدريس ديبي” كشف فيها عن أن أمير قطر “الشيخ تميم بن حمد آل ثاني” وافق على مساعدة الأطراف التشادية في الحوار والمصالحة، وقال محمد إدريس ديبي في لقاء مع قناة الجزيرة القطرية في يناير الماضي: إنَّ “الحوار المرتقب في قطر مع الحركات المسلحة سيتيح التفاوض من أجل التوصل للسلام”

.بينما أكَّدت اللجنة الحكومية المكلفة بالتحضير للحوار بين الحركات المسلحة والمجلس العسكري في تشاد آنذاك أن “الأطراف التشادية التي ستشارك في هذا الحوار ستقرر نبذ العنف وستعمل من أجل التمهيد للحوار الوطني