أعلنت الحكومة التشادية عبر قرار وزاري أصدرته وزارة استصلاح الأراضي السكن والتمدن بالتخطيط و دراسة مشروع انشاء مدينة جديدة، وقد كلفت لجنة لدراسة المشروع، إلا أن هذا القرار أصبح حديث الساعة من قبل رواد التواصل الاجتماعي.
وبالفعل باشرت اللجنة عملها موضحة الهدف من مشروع المدينة الجديدة قائلة: إن مدينة انجمينا تنمو وأن جزء من السكان سكنوا بشكل عشوائي وأغلبهم في المناطق المعرضة للفيضانات.
مؤكدة إن إنشاء مدينة جديدة لا يعني استبدال العاصمة، وستظل أنجمينا هي العاصمة دائمًا، ولكن يجب أن ننظر إلى هذا المشروع كامتداد للعاصمة، وحول هذا الموضوع أجرى قسم تحرير صحيفة تشاد إنفو الالكترونية مقابلة مع المتخصص في تخطيط المدن الأستاذ حسن موسى تشاي عن أهمية الموضوع، ومتطلبات المدينة الحديثة.
فيما يتعلق بأهمية الموضوع قال الأستاذ حسن موسى أن الحكومة قبل أيام أعلنت عن بناء مدينة جديدة، وتم تشكيل لجنة لها، وتحدثت مؤخرا أن المدينة ليست بالضرورة أن تكون بديلة للعاصمة ، بل يمكن أن تكون ملحقة بمدينة انجمينا، وأشار
إلى الفرق علميا بين المدينة الجديدة، والمدينة التابعة، وإلحاق محلات سكنية بالمدينة الموجودة.
فالمدينة الجديدة هي جديدة كليا، يتم التفكير في اختيار موضع مناسب لها، وهو مشروع قومي كبير، ولا أعتقد بأن تشاد قادرة حاليا على إنشائها.
أما المدينة التابعة فهي تكون ملتصقة بالمدينة الموجودة حاليا، وتكون مستقلة في بعض مرافقها وتابعة للمدينة القديمة في مرافقها الأخرى، كما هو حاصل الآن في مصر، وهذا أيضا يعد مشروعا قوميا كبيرا، ولا أعتقد بأن تشاد تستطيع تنفيذها في الوقت الراهن.
إضافة محلات سكنية في أطراف المدينة، مثلا إنشاء حي سكني في طرف مدينة أنجمينا وتكون امتدادا لأنجمينا، إلا أنها تتميز بتوفّر الخدمات والنظافة فضلا عن المظهر الجمالي السليم والتخطيط العصري الرائع، فهذا ممكن، وقد حصل ذلك في تشاد سابقا، عندما تم توزيع أراضي في قجي أو ما يعرف `بباد دوا حاليا`، هذا أمر ممكن، وجيد أيضا، شريطة التجهيز والإعداد قبل إطلاق المشاريع.
أما ما تحتاجه تشاد فعليا، فهو الاستثمار في المدينة الحالية، وتزويدها بالخدمات اللازمة وشبكات صرف صحي واسعة، وطرق معبدة، وكهرباء دائمة، وبعد ذلك يمكن البدء في إنشاء محلات سكنية، ورويدا رويدا نفكر في موضوع المدينة التابعة أو الملحقة.
وعن متطلبات المدينة قال الدكتور حسن موسى تشاي تتطلب المدينة الجديدة إلى موارد مالية ضخمة جدا، وموارد بشرية ذات كفاءة عالية، وهذه المعطيات لا تتوفر حاليا في تشاد على ما أعتقد. كما أن هذه المشاريع في العالم المعاصر لا تُعطَى لأشخاص معينين يقومون بالعمل، بل تعطى لشركات ومراكز تفكير تعمل عليها لسنة أو أكثر حتى تصل إلى نتائج علمية دقيقة، ولهذا السبب لا أرى نجاحا واضحا لهذا المشروع، إلا إذا تم تغيير الكثير من الأمور.
وفيما يتعلق بردود أفعال رواد التواصل الاجتماعي قال الدكتور حسن موسى تعد ردود الأفعال طبيعية في مجتمعنا، فمنها ما هو منطقي علمي، ومنها ما يدل على قلة وعي، وعدم إلمام بالموضوع. لكني ألوم الحكومة قبل الشعب، فمثل هذه المشاريع القومية، يجب أن يتم الإعداد لها سرا بالشراكة مع جهات مختصة، وبعد الحصول على التكاليف ودراسة جدوى للمشروع وإمكانية تنفيذه، يتم الإعلان عنه وليس بهذه الطريقة الاستعراضية.
وختم حديثه بتقديم نصائح حول متطلبات المدينة الحديثة قائلا: تحتاج المدن الحديثة إلى موارد مالية ضخمة جدا، وأخشى أن لا تتوفر في تشاد حاليا. كما تحتاج إلى خبرات كبيرة وكوادر بشرية ذات كفاءت عالية، وهي الأخرى لا تتوفر في بلادنا، كما أن إنشاء المدن من الأمور التي تتقاطع فيها العديد من التخصصات العلمية، مثل الهندسة والتخطيط والاقتصاد وعلم الاجتماع، وبالتالي هي عملية مركبة ومعقدة جدا، وتحتاج إلى تخطيط طويل ودقيق.