رئيس المجلس العسكري الانتقالي أثناء لقائه يوم أمس بأهالي “دار وداي” اتخذ دور الواعظ والمُذكر ليوم الحساب، وهو اسلوب يأخذ نوعا من اللطافة ويغمره نوع من الهدوء والطمأنينه ليوصل رسالة مفادها تقبل الآخر ونبذ العنصرية من الأمور الضرورية لتحقيق العيش المشترك.
نعم كان خطابا مميزا على ما يبدو لكننا نقف في أسئلة طرحها الرئيس ابدى فيه استغرابه حين قال: لماذا في السنين السابقه لم تحدث مشكلات كبيرة إلا الآن؟ او باسلوب اخر لماذا تحدث هذه الامور في الفتره الانتقاليه التي نحن بألح الحاجه الى الوحدة والسلام والتعايش السلمي؟ بالفعل هذا هو المقصود عندما ذكر الحضور بوفاة المشير وتوقعات الشعب التشادي بحدوث امور لا يحمد عقباها، ولذلك من الممكن الاستغراب لان الامر منذ حدوثه اعتبرته السلطات المحلية عملية لها مبررات سياسية مما جعل الاعتقاد ياخذ حيزا كبيرا لدى السلطات العليا للدولة.
اذا قد يكون الاحتمال صحيحاً او خطأً احيانا، وفي هذا الصدد نقول ان المشاكل تحدث بطبيعة الحال، لكن هذا التصعيد هو نتيجة لممارسات إدارية وسياسية.
من حيث الإدارة، هناك فقر واضح للحنكة الإدارية من قبل السلطات المحلية المنوط بها مسؤولية حماية المواطن وحل مشكلاته وضمان سلامته، بغض النظر عن انتمائه القبلي والعرقي والديني والجغرافي والجنسي، ولكن ذلك لم يحدث فأغلب القضايا التي ترفع لم تحل بصورة ترضي الجميع وهذا ما يزيد من المشكلة مشكلة أخرى، ويسهم أيضاً في تضخيم القضية حتى تأخذ منحنى خطيرا بالإضافة إلى الرشاوي وبيع القضايا والبحث عن المصالح الشخصية والحل كما أشار الرئيس اللجوء للعدالة.
أما من الناحية السياسية، فـ هنالك العديد من أبناء المنطقة يعيشون على حساب الشعب المغلوب على أمره، حيث يخطط السياسيون من أجل حدوث مشكلة لتحقيق مكاسب شخصية أو أسرية بدعم من قبل ضعاف النفوس ولذلك تتواتر الأحداث وتتصاعد من حين إلى حين، ولذلك أحداث الرابع والعشرين ما كانت لتأخذ كل هذا التصعيد إذا ما سيسها الساسة. وهذا يبدوا واضحا عندما علمتم بتفكك الكوادر والانقسامات التي حدثت بين المسؤولين بالولاية، أيضا في الوقت نفسه يجب أن نعلم بأن الدول التي تعيش في فترة انتقالية لم تسلم من عرقلة الأوضاع التي يثيرها السياسيون ببث سموم الكراهية بين أبناء الوطن لتحقيق مآرب محددة والوصول إلى مبتغاهم بكل الوسائل الممكنة، ولذلك يمكن للمجلس العسكري الانتقالي مراعاة التعيين ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب وقد يكون سياسيا مقربا وليس عدوا من أجل مصلحة ذاتية.