(Tchadinfos) :أنجمينا

عقب إحتجاجات يوم الخميس الموافق 20 أكتوبر 2022 في العديد من المدن التشادية وأهمها العاصمة أنجمينا، ومن بينها مدينة “موندو” جنوب البلاد.

رأينا أن الهدف المعلن للمظاهرات سابقاً هو “ضد التمديد الحالي للفترة الإنتقالية” أو “التدخل الفرنسي في البلاد” ولكن الإحتجاجات في مدينة موندو قد كشفت لنا الغطاء عن كل هذا، فـ رأينا العديد من مقاطع الفيديو والصور التي تدور في مواقع التواصل الإجتماعي بأن هنالك مجموعات قد خرجت هدفها ضد تواجد المسلمين في البلاد، هذا النوع من المبادئ اذا كان ينتهجه “رؤساء الأحزاب” فهم في طريقهم إلى إنشاء مذبحة وطنية سيذهب ضحيتها العديد من أبناء الوطن.

مـاهـي الـنـتـيـجـة؟

النبأ الذي أثار الصدمة بيننا كمجتمع إعلامي بصفة عامة ومنذ بداية الصباح والأول من بين الضحايا، وفاة الزميل الصحفي “أوريجي نارسيس” الذي كان ضحية لطلقة نارية كان هدفها التخويف أو تشتيت المتظاهرين ولكن قد كانت هي النقطة الفاصلة له بينه وبين الحياة.  ماذنبه؟ لأنه إمتهن الصحافة أم ماذا؟

وكذلك، وفاة رجل أمن عقب نقله إلى قسم الطوارئ بالمستشفى المركزي في العاصمة أنجمينا، وهو جندي في الشرطة الوطنية يدعى “حسن نوكي سيم” والذي كان ضحية لطلقة نارية أيضاً وهو في تأدية واجبه الوطني وتنفيذاً منه لأوامر مسؤوليه!.. ماذنبه؟ هل لأنه إمتهن الشرطة ؟

هنالك العديد من الضحايا لايسعنا ذكرهم ولكن لايمكننا أن نقول عن ماجرى بـ”الإحتجاجات السلمية” فـ حرق المركبات ونهب مابداخلها وتعذيب المارة ورجال الأمن والدخول إلى منازل البعض وحرقها فـ ماهو إلا نتيجة لأفكار يمكننا وصفها بالـ”عدائية” لنوع ما في هذا الوطن.

في ذات الإطار، حدثني أحدهم أنه كان يوجد عابراً في منطقة “مرسال” جنوب العاصمة، فـ اصطدم مع المتظاهرين وتعرض للضرب ونهب مايحمله من هاتف وأموال وأيضاً أصيب بكسور في يديه اليمنى واليسرى. سألت عن السبب؟ فـ أجابني لأنه كان يلبس “جلابية بيضاء” فقط. وبهذا قد زادت لدي القناعة بأنه لايمكننا وصف مثل هذه الإحتجاجات بـ”الثورة الشعبية”، والمتظاهرون أيضاً ضحية لأوهام سياسية زُرعت بداخلهم من أجل فتنة من شأنها أن تُنشئ نكبة وطنية يصعب الخروج منها.

!…لـيـس هـكـذا تـبـنـى الأوطـان

التكسير والخراب وحرق الإطارات الذي أصبح عبارة عن طريقة للتعبير عن الغضب فـ ماهو إلى دفع لعجلة التقدم إلى الوراء وكما قال السيد رئيس الوزراء الإنتقالي “صالح كبزابو” تريدون العودة إلى عام 1979؟.  ومن كان يعتقد بأن هذا حراك شعبي، فـ هذه الطريقة من التعبير لاتمثل الشعب التشادي أبداً ومن وجهوا نداء الخروج من رؤساء الأحزاب فيعتبر شعار ندائهم “هيا ندمر وطننا” لاغير.

الإحتجاجات السلمية، يخرج المتظاهرون من أجل مطلب واحد وتكون الهتافات موحدة وليس كما رأينا مما جرى في بعض المدن، هنالك ضحايا من الجانبين وهنالك أسر تشادية لم تستطيع النوم حتى صباح اليوم بسبب فقدانهم شخصاً ما او جرح أحدهم.

أيتها الأمة الطيبة، لنترك تلك الأوهام ونفكر من أجل تشاد الغد، تشاد الموحدة، تشاد المسالمة، تشاد التي توازي الأمم، لنبدأ بتحقيق كل ما سبق من أجل الأجيال القادمة التي ستأتي وتقول بفخر “السابقون قد فعلوا”. لم ولن يبقى حلم وستتوحد هذه الأمة الطيبة من أجل تشاد.

من غرفة التحرير: محمد كبرو حسين