علي هامش قمة كنشاسا الطارئة التي عقدت في العاصمة الكونغولية كنشاسا الثلاثاء الماضي 25اكتوبر تم اختيار رئيس الكونغو الديمقراطية وسيطاً للإنتقال في تشاد .

قالت الهيئة الإقليمية الرئيسية بوسط إفريقيا، يوم الثلاثاء، إن رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسكيدي سيعمل كوسيط لعملية الانتقال السياسي في تشاد.

وقال الرئيس تشيسكيدي في خطابه في قمة كنشاسا بعد توليه وسيطاً للإنتقالية في تشاد “أعرب عن عميق امتناني وتقدير للقمة التي اولتني شرف هذه الوساطة التسيرية لعملية الإنتقال السياسي في تشاد خلال الفترة الإنتقالية “. كما تم تعيين العديد من المسؤولين الآخرين من مجموعة دول أوروبا الوسطى والشرقية كمبعوثين خاصين للبعثة.

وفي منتصف الأسبوع المنصرم عقدت قمة طارئة للمجموعة الإقتصادية لدول وسط إفريقيا  في كينشاسا يوم الثلاثاء لمناقشة الوضع في تشاد وملفات إقليمية أخري يتصدرها الملف الأمني وأزمة الإنتقال “الثانية ” في تشاد التي واجهت رفضاً من بعض مكونات المعارضة الداخلية وبعض من قوى المجتمع المدني المئتلفة مع هذه الأحزاب المعارضة التي لم تعترف بشرعية الحكم في البلاد خصوصاً تولي الرئيس محمد ديبي لفترة انتقالية ثانية مدتها عامان يتم فيها تنظيم الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية ويترشح فيها الرئيس الإنتقالي كغيره من المترشحين كما أثار ذلك حفيظة المعارضة الداخلية والتي واجهت هذا التغيير السياسي بالإحتجاجات المناوئة للحكم واصفة ذلك بالإنقلاب علي الدستور وشرعية الحكم بالبلاد .

بعد اسبوع من تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي جاءت ضمن مخرجات الحوار الوطني الشامل ودفتر مهام الفترة الإنتقالية بأن تقود المرحلة الإنتقالية الثانية حكومة وحدة وطنية يقودها رئيس حكومة توافقي من كل المكونات السياسية والعسكرية ، انطلقت مظاهرات العشرين من اكتوبر من العاصمة انجمينا ليصل مدها مدن عدة في مختلف اراضي البلاد وتعتبر من أعنف المظاهرات التي شهدتها البلاد ؛ والتي وصفها رئيس الوزراء الإنتقالي بالتخريبية والتمرد لأستلام السلطة بالقوة ، مظاهرات جرح فيها المئات بحسب ارقام رسمية وغير رسمية وسقط فيها اكثر من خمسين قتيل .

شهدت تشاد منذ أبريل من العام المنصرم أزمة احتقان سياسي بعد سقوط مشير تشاد الراحل علي رأس جبهات القتال شمال غرب البلاد ، وخلال تشكيل المجلس العسكري تم تنظيم الحوار الوطني الشامل والسيادي والذي أعطي رئيس الفترة الإنتقالية مدة عامين وحل خلالها المجلس العسكري الإنتقالي في البلاد وعين الجنرال محمد ديبي رئيساً للإنتقالية وشكلت حكومة وحدة وطنية والتي دخل فيها 22عضوا جديداً ضمت معظم أطياف القوة السياسية في البلاد بقيادة رئيس حكومة الوحدة الوطنية صالح كبزابو زعيم المعارضة السابق .

ودعت أحزاب المعارضة وجمعيات المجتمع المدني إلى احتجاجات للمطالبة بعودة أسرع للديمقراطية ، بما في ذلك مظاهرات الأسبوع الماضي التي أدت إلى اشتباكات بين متمردين والقوات النظامية حسب ما وصفهم رئيس الحكومة الإنتقالية صالح كبزابو وقال إن ما حدث تمرداً لإستلام السلطة بالقوة .

خلال خطابه للأمة علي خلفية احداث عشرين اكتوبر العنيفة قال رئيس الفترة الإنتقالية محمد إدريس ديبي ان ما قام به المتظاهرون حيال احداث عشرين اكتوبر ارهاباً واصفاً ذلك بعمل اجرامي مؤسف ، وانه لن يتواني في بسط هيبة الدولة لصد اي عرقلة محتملة يمكن ان تهدد الأمن القومي .

المجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا هي منظمة دولية أسست بهدف التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في وسط أفريقيا لإنشاء هياكل إقليمية قد تؤدي تدريجيا إلى سوق مشتركة. وتعمل المجموعة اعتمادا على خطة عمل لاغوس أبريل 1980. وتضم المجموعة: أنغولا- بوروندي- الكاميرون- جمهورية أفريقيا الوسطى- جمهورية الكونغو-جمهورية الكونغو الديمقراطية-الغابون-غينيا الاستوائية- تشاد- ساو تومي وبرينسيب .