ضمن اليوم العالمي للغة الأم، والذي يحتفل به من كل عام في هذا التاريخ الـ21 من فبراير نظمت منسقية المهرجان الوطني للغات المحلية “مهرجان توماي” لـ”اللغات المحلية”، يوم الإثنين 21 فبراير بقصر الخامس عشر من يناير.

وذلك بحضور  ممثل “وزير التربية الوطنية وترقية المواطنة” مفتش محو الأمية بالوزارة السيد “عبدالكريم دودو”، وإستهل الحفل بعرض النشيد الوطني بلغة محلية إشارة الى مناسبة اليوم وصاحبتها عروض بالطابع نفسه من “رقصات شعبية وأغاني تراثية” جسدت القيم التراثية التي هي عبارة عن إرث ثقافي بحسب منسق المهرجان السيد صبري بشارة.

وقد شارك في هذا  المهرجان العديد من محبي الثقافة والتراث كما نظمت أجنحة في فناء قاعة قصر الخامس عشر من يناير عرضت فيها الحرف اليدوية وبعض من الأدوات التراثية التي تعتبر إرث حضاري تعتز به جميع الأمم  وفي كلمته الإفتتاحية، قال ممثل وزير التربية الوطنية وترقية المواطنة السيد “عبدالكريم دودو”، إن بلاد توماي من ضمن الدول التي تحتضن عدداً كبيرا من اللغات في العالم، وأكثر من 130 وفقًا للنتائج المشتركة لإحصائات الجمعية الدولية للغويات و120 لغة حية.

وأضاف، إنه لشرف لنا أن أن نحيي الجهود التي تبذلها لجاننا لتطوير اللغات الوطنية وتعزيزها، أي اللغات الأم لمجتمعاتنا التشادية المختلفة، والتي تمثلونها هنا في الوقت الحالي قائلاً ان الوقت الحالي هو الوقت الذي يعتز به جميع شعوب العالم بالتراث والثقافات المحلية، ولا سيما اللغات الوطنية التي تعتبر جزء من تاريخ المجتمعات.

من جانبه، أوضح السيد “صبري بشارة عبدالكريم”، المنسق العام لـ”مهرجان توماي” لـ”اللغات الوطنية” إن الغرض من تنظيم هذا المهرجان، هو عكس لغات القبائل التشادية المتنوعة وهوية الأمة التشادية وانتماؤها الوطني، محذراً بأن هذا الإرث الوطني الهائل قابل للإنقراض مع التطور التكنولوجي الهائل الذي يشهده العالم يوماً بعد يوم.

وأضاف صبري، الذي ألقى خطابه بالعربية الدارجة التشادية إحتفاءً باليوم العالمي لـ”لغة الأم”، إن هذا المهرجان هو فرصة لجميع القبائل التشادية لتقييم لغاتهم خاصة اللغات المهددة بالإنقراض، حيث تشير البحوث والدراسات إلى انقراض الآلآف من اللغات في مختلف بلدان العالم واختفاء أثرها تماماً، وبهذا اندثرت معها حضارات برمتها. وأبان صبري بشارة، أنهم وعبر هذا المهرجان يسعون جاهدين للحفاظ على اللغات المحلية وتراثها المتنوع وجعلها منسجمة مع العصر الرقمي الحديث فضلاً عن جعلها مصدراً للثراء الثقافي ووسيلة للإندماج الإجتماعي والتعليم والتنمية للبلاد