أصدرت وزارة شؤون الخارجية بيانا توضح فيه ان الحكومة التشادية تعرب عن سخطها العميق إزاء الاتهامات المتكررة التي لا أساس لها من الصحة والتي تطلقها السلطات العسكرية السودانية، التي تدعي دون أدنى دليل أن تشاد تدعم قوات الدعم السريع وترفض تشاد بشدة هذه الادعاءات الكاذبة وتذكر بقوة أنها عملت من أجل السلام في السودان.
ومن المهم التأكيد على أن الفريق أول عبد الفتاح البرهان هو الأصل في تكوين قوات الدعم السريع وأن قائدها تم تعيينه نائبا لرئيس السودان. منذ بداية التوترات، اعتمدت تشاد موقف الحياد الصارم والمتساوي تجاه أطراف النزاع، إدراكا منها للمخاطر الكبرى التي قد تنطوي عليها الحرب، بادر رئيس جمهورية تشاد محمد إدريس ديبي إتنو إلى استقبال الجنرالين المتحاربين في أنجمينا قبل وقت طويل من اندلاع الأعمال العدائية، في محاولة أخيرة للوقاية والوساطة. ومن المؤسف أن هذه المحاولات للحوار والمصالحة لم يتابعها القادة السودانيون، الذين اختاروا طريق السلاح على حساب تطلعات شعبهم إلى السلام والديمقراطية.
على مدى 20 عاماً، رحبت تشاد باللاجئين السودانيين وتحملت ثقل الحروب والصراعات في السودان، وعواقب السياسة الحربية. واليوم، تتحمل تشاد عواقب مأساة جديدة أكبر وأكثر فتكا ، فقد وجد أكثر من مليون ونصف لاجئ سوداني ملجا على الأراضي التشادية، حيث يتم الترحيب بهم بالأخوة والتضامن وعلى الرغم من الأضرار الاقتصادية والاجتماعية والأمنية التي سببتها هذا الحرب تواصل تشاد احترام التزاماتها الإنسانية وتمد يد العون للفارين من العنف.
ومن الضروري أن نتذكر أن تشاد ليست متورطة في الصراع السوداني بأي حال من الأحوال و إن الاتهامات المتكررة والمضللة التي توجهها السلطات السودانية لا تهدف إلا إلى صرف الانتباه عن مسؤوليتها في الحالة المدمرة التي تدمر بلدها وتغرق شعبها في المعاناة. ومن الأفضل للنظام السوداني أن يفكر ملياً في أفعاله والعواقب المترتبة على خياراته، بدلاً من البحث عن كبش فداء في الخارج
إن النظام السوداني، الذي لم يتوقف على مدى عقود من الزمن عن خلق وتدريب وتمويل وتسليح حركات وليس العكس
وتجدد جمهورية تشاد القوية بتاريخها المشترك مع السودان وعلاقات الجوار العميقة، دعوتها الملحة إلى وقف فوري لإطلاق النار والعودة إلى الحوار لاستعادة السلام وستواصل تشاد جهودها لتعزيز الاستقرار الإقليمي، على الرغم من الهجمات غير المبررة التي تتعرض لها
ولا يمكن تحميل تشاد مسؤولية حرب تنبأت بعواقبها وحاولت تجنبها، وهي تدين بشدة الادعاءات الكاذبة التي يطلقها النظام العسكري السوداني وتدعو المجتمع الدولي إلى الاعتراف بالحقائق